البحر الميت تلك البقعة التي تتكئ على الحدود بين الأردن وفلسطين، هو حكاية من حكايات الطبيعة المتفردة، بحر لا حياة فيه فيكاد يكون البحر الميت نقيضًا لكل ما نعرفه عن المياه؛ فلا أسماك تسبح في أعماقه، ولا نباتات تمتد على شواطئه، فقط مياه ثقيلة مثقلة بالملح، ولا يوجد في العالم كله سطح مائي واحد يشبه ذاك البحر، ورغم أن مياهه تتغذى على مياه الأردن العذبة ولكن ولأن الماء حبيس تلك البقعة فإن المياه تتبخر وتبقى في أعماقه.
أين يقع البحر الميت؟
يقع هذا البحر في أخفض نقطة على سطح الأرض، حيث بلغ منسوب شاطئه حوالي 427 مترًا تحت مستوى سطح البحر، هذا الانخفاض ليس مجرد رقم، بل هو سر من أسرار تكوينه، جعل منه ملاذًا غريبًا للعلوم والأبحاث، كما أنه يُغري زواره بتجربة فريدة من الطفو على سطحه دون مجهود، مياهه شديدة الملوحة، بنسبة تصل إلى تسعة أضعاف ملوحة البحار الأخرى! فتخيل أن نسبة الملوحة في البحار والمحيطات العادية قد لا يتغطى الـ 6% ولكن في ذاك البحر قد تصل إلى 34.2%، وكل هذا نتيجة لتبخر المياه المستمر وقلة تدفق المياه العذبة إليه، ليترك وراءه ذلك المستودع الهائل من الأملاح والمعادن.
البحر الميت ليس ميتًا حقًا، بل هو قلب ينبض بالمعادن الثمينة، أملاحه تُعتبر كنزًا طبيعيًا للطب والصحة، إن هذه المعادن من المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، هي التي تُضفي على مياهه خصائصها العلاجية المميزة، مما يجعل شواطئه مقصدًا للراغبين في الشفاء.
ما هي فوائد البحر الميت؟
يعتبر هذا البحر مهم جداً للصناعة في المنطقة وهذا لتركيبة مياهه المميزة واحتوائها على مزيج وتركيز عالي من الكالسيوم والبوتاسيوم والمعادن الثمينة الأخرى، بجانب تلك الأهمية الإقتصادية فللمكان أهمية تاريخية كبيرة، حيث توجد بعض المعالم الأثرية والدينية المهمة مثل كهف النبي لوط ومسعدة و خربة قمران ومخطوطاتها القديمة والتي تعد بلا شك أروع اكتشافات العصر الحديث.
ولكن هل تتوقف فوائد وأهمية ذلك البحر العظيم هنا؟ بالطبع لا فله فوائد علاجية تكاد تكون أقرب للسحر وربما هذا السبب الذي جعله واجهة مهمة للسياحة العلاجية في العالم، وإن علمت يا عزيزي فوائد ذاك البحر على بشرتك وجسمك وشعرك ستجعلك تضعه في مخططاتك القادمة للسفر، حيث تحتوي مياهه على كميات هائلة من المغنيسيوم والفوسفور التي تعمل على تجديد خلايا البشرة، ويساعد كذلك على تقوية الشعر وتقليل تساقطه، ولا تتوقف قدرته الشفائية هنا بل يعالج أيضاً مشاكل التنفس حيث يتميز المكان بكونه أسهل مكان للتنفس في العالم، ويهدئ الجهاز الهضمي ويساعد على مقاومة عوامل الشيخوخة، وتخفيف آلام الظهر المزمنة والتهاب المفاصل.
السياحة في منطقة البحر الميت
يعتبر الشاطيء من أكثر المواقع الطبيعية الجاذبة للسياح حيث تلتف حوله ألوف الفنادق المختلفة، ولكن الأمر ليس بالجديد فلطالما كان البحر جاذباً للسياح من حول العالم بداية من الملوك والأباطرة فقد عرفت مياهه شخصيات شهيرة عبر التاريخ مثل هيرودس وكليوباترا وغيرهم الكثير.
ولا تبدأ الرحلة الرائعة فقط عند وصولك للبحر بل حتى في الطريق إليه ستقابلك العديد من المظاهر الطبيعية الرائعة سلاسل الجبال والتلال الممتدة على جانبي الطريق، فور اقترابك من المكان سوف تشعر براحة غريبة و شعور بالاسترخاء غير معتاد وهذا بسبب التركيز العالي في للأكسيجين هناك، ومن هنا ستبدأ رحلتك العلاجية فى اكبر منتجع طبيعي مفتوح بالعالم، ولن تقتصر الرحلة لتكون علاجية شفائية بحسب بل أيضاً ستحظى بكثير من المرح في مياهه التي ستجعل جسمك يطفو بدون مجهود، وفور خروجك من المياه، ستشعر على الفور أنك ولدت من جديد، قل وداعاً لمشاكل الجلد والعظام التي ستلاحظ بداية شفائها من أول مرة.
سوف تضمن استمتاعك بكل لحظة في هذا المكان السحري من فنادقه الرائعة والأنشطة الكثيرة وتجاربه الفريدة حيث الطين الأكثر شهرة في العالم، في البحر الميت ستجد الاسترخاء والمتعة كل هذا ممزوج برحلة علاجية روحانية لا مثيل لها.