
يمكن اعتبار الطلاق في امريكا من القضايا المحورية التي يناقشها مرشحي الرئاسة ورؤساء الولايات والمحافظين في خطبهم وبرامجهم الانتخابية، بسبب الأرقام المرعبة التي ظهرت في الإحصائيات الأخيرة عن حجم عمليات الطلاق، والعزوف عن الزواج بين الجنسين، مما أثار العديد من الصراعات السياسية والأيدلوجية بين الحقوقيين والمحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث اعتبر الحقوقيين أن الحق في الطلاق لابد أن يبقى مكفولاً لكلا الطرفين، بينما يرى المحافظون بأن معدلات الطلاق وصلت إلى مرحلة تهدد معها استقرار المجتمع الأمريكي وقيمه، كما زادت الظروف الاقتصادية الصعبة من قلة الإقبال على الزواج، وتسببت في الكثير من حالات الطلاق، لعدم قدرة أحد الطرفين على المشاركة في مصاريف المعيشة بسبب البطالة، أو السلوك السلبي.
إحصائيات الطلاق في امريكا
تشير إحصائيات المركز الوطني لإحصاءات الصحة CDC في الولايات المتحدة الأمريكية لعامي 2020 – 2022 إلى أن عدد حالات الطلاق في حوالي 45 ولاية أمريكية مع مقاطعة كولومبيا بلغ 673,989 حالة وأن معدل الطلاق خلال العامين وصل إلى 2.4 حالة لكل 1000 نسمة، كما أكدت إحصائية أخرى منذ عام 2001 وجود انخفاض حاد في معدلات الزواج منذ بداية الألفية.
وبسبب عزوف الكثير من الشباب والكبار عن الزواج من الأساس، لوحظ انخفاض كبير في معدلات الطلاق والتفريق منذ بداية الألفية حتى الآن، حيث كان معدل الطلاق في عام 2001 يصل إلى 4 حالات طلاق لكل 1000 نسمة، بينما لم يبلغ نصف هذا المعدل خلال الأعوام الأخيرة، ويرجع انخفاض حالات الطلاق إلى تحسن الظروف المعيشية والمادية في الغالب.
إلا أن انخفاض معدلات الطلاق والزواج معاً يعد مؤشراً غير إيجابي على الحالة الاجتماعية للسكان في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يميل معظم البالغين إلى العيش بمفردهم أو مع ذويهم في منزل الطفولة، وهذا ما يعكس عدم رغبة العديد من السكان في الزواج وتحمل مسؤولية وجود شريك في حياتهم من الأساس، خاصة مع التهديدات الاقتصادية المتزايدة منذ جائحة كورونا.
عدد مرات الطلاق في امريكا
أشارت العديد من الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أرقام مرعبة تتعلق بحالات الانفصال والطلاق في كل الولايات، وإليك أهم الإحصائيات الخاصة بعدد مرات الطلاق في امريكا كالتالي:
- كل 42 ثانية تحدث حالة طلاق في الولايات المتحدة الأمريكية.
- مما يعني أن حالات الطلاق في اليوم الواحد تصل إلى 2048 حالة.
- وهذا يصل في العام الواحد إلى و746971 حالة طلاق.
- ووفق الاحصائيات الحديثة وجدة 5,975,768 حالة طلاق بين متوسط الزواج الأول الذي لم يكمل 8 سنوات.
- حيث أكدت الدراسة أنه على مدار الأربعين عاماً الأخيرة، تفرقت 67% من الأسر بالطلاق خلال أول فترة في الزواج.
- الأمريكين من عمر 18 إلى 25 عاماً تؤكد الدراسة أن 25% منهم مر بتجربة الطلاق من قبل.
- كما أن 15% من النساء البالغات في أمريكيا مطلقات أو منفصلات، مقارنة بمعدل 1% عام 1920.
معدل الطلاق في امريكا حسب المهنة
وجدت بعض الدراسات في التي مسحت بيانات الطلاق في المجتمع الأمريكي، وجود ارتباط غريب بين بعض المهن، وبين حالات الطلاق المتزايدة في المجتمع، ورغم أن هذا الترابط غير شرطي أو سببي، إلا أنه ملفت ويسحق النظر، وإليك تفاصيل عدد حالات الطلاق على حسب المهنة كالتالي:
المهنة | معدل الطلاق |
الراقص | 43% |
ساقي الحانة | 38.4% |
أخصائي التدليك | 38.2% |
عمال قفص الألعاب | 34.6% |
عمال خدمات الألعاب | 31.3% |
مشغلي آلات التغذية والتبغ | 29.7% |
مشغلي آلات النسيج | 29% |
التمريض | 28.9% |
مساعدي الرعاية المنزلية | 28.7% |
أسباب الطلاق في امريكا
تتعدد أسباب الطلاق في امريكا على حسب طبيعة حياة الزوجين، وتتحكم فيه العديد من العوامل المهمة، وإليك أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في أمريكيا بالأرقام والإحصائيات كالتالي:
- تشير الإحصائيات إلى أن عدم التزام أحد الزوجين بوجباته يتسبب في الطلاق بنسبة وصلت إلى 73%.
- كما أن كثرة الجدال والنقاش الذي لا يوصل الطرفين إلى حلول مرضية، يكون سبباً في الطلاق بنسبة 56%.
- والغريب أن الخيانة الزوجية تأتي في المركز الثالث كسبب من أسباب الطلاق بنسبة 55%.
- أما أغرب الأسباب فهو الزواج في سن مبكرة جداً حيث يكون سبب في الطلاق بنسبة 46%.
- ويمكن للتوقعات غير الواقعية عن الزواج أن تكون سبب للطلاق في أمريكا بنسبة 44%.
- كما أن عدم المساواة في الحقوق والواجبات في العلاقة بين الزوجين، يمكن أن تكون سبب في الطلاق بمعدل 44%.
- عدم الاستعداد المسبق للزواج من الأساس، يكون سبب في الطلاق والتفريق بنسبة وصلت إلى 41%.
- وفي مؤخرة القائمة يأتي العنف والإساءة الأسرية كأحد أسباب الطلاق بنسبة 25%.
اتجاهات الطلاق في امريكا
ترى بعض الدراسات التي تناولت نسبة اتجاه الشباب الإطلاق في امريكا، أن معظم الشباب لا يحاول البحث عن شريك حياة جديد بعد الطلاق، بل يكتفي بالعيش مع والديه أو أحدهما في منزل الطفولة أو مكان المعيشة الخاص به، وقد تناولت تلك الدراسة قطاع عريض من الشباب ما بين 18 إلى 24 عام حيث أشارت إلى أن 65% منهم يتخذ هذا الاتجاه العام بعد الطلاق أو حتى قبل أن يتزوج.
كما أظهرت تقارير مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة الأمريكية أن حوالي نصف السكان فقط يعيش مع شريك حياته في منزل واحد، والنصف الآخر بين حياة العزوبية المطلقة، وبين العيش مع أهله لتربية صغاره بدون زواج، كما تشير الإحصائية إلى أن 35% من الآباء لا يعيشون معاً في بيت واحد، حيث يلجؤون إلى حل مشكلات تسوية الملكية والحضانة مع الحفاظ على الزواج بشكل صوري.
حلول مشكلة الطلاق في امريكا
وفي إطار حل أزمة الطلاق في امريكا لجأ العديد من الأفراد المقبلين على الزواج في أمريكا إلى تحرير عقود واتفاقيات الزواج على يد محامٍ متخصص في قانون الأسرة، حيث يناقش الطرفين مع المحامي مخاوفهم بشأن الحالة المادية وتربية الأطفال، مما يتيح للزوجين تقييم بعضهما بشكل حقيقي قبل الزواج، مما يساعدهما على اتخاذ قرار نهائي باستكمال الزواج أو رفضه.
الطلاق بدون خطأ في أمريكا
من القضايا الشائكة في موضوع الطلاق في امريكا هو تشريع قانون الطلاق بدون خطأ، الذي يساعد أحد الطرفين على إنهاء الزواج بدون إثبات الضرر سواء من الزوجة أو الزوج، وقد تم تشريع القانون لأول مرة في ولاية كاليفورنيا عام 1969م.
حيث أدت تلك التشريعات إلى انتشار ظاهرة الطلاق بشكل كبير، وكان الهدف منها هو الحد من ظاهرة التحايل على قوانين الطلاق، مثل اختلاق سيناريوهات الضرر، أو استغلال سفر الزوج ورفع دعوى الهجر، حيث بدأ الكثير من الأزواج يهاجرون إلى الولايات التي تسمح بالطلاق بدون خطأ للحصول على تفريق بدون تعقيدات.
الطلاق في امريكا من الظواهر التي تحتاج إلى دراسة متفحصة، لأن المجتمع الأمريكي مزيج بين المحافظين والمتحررين، مما يزيد من حجم الفجوة المجتمعية بين الزوجين، في حالة لم يكونا يعتنقان نفس الأفكار.