إن العطل الرسمية في المانيا هي بداية البحث عن العادات والتقاليد الألمانية، فهي تعرفك الكثير عن تاريخ وعادات تلك البلاد، وحينما نتحدث عن ألمانيا نحن لا نتحدث فقط عن بلد صناعي عريق أو قوة اقتصادية، بل نتحدث عن مزيج من الثقافة والطبيعة والتاريخ الذي صاغ أوروبا كما نعرفها اليوم.
من المدن الحية مثل برلين وميونخ إلى القرى الهادئة في الغابة السوداء، ستجد ألمانيا تبهرك في كل مكان، ومن المهم أن تكون على دراية بعادات شعبها وطريقة المعيشة هناك.
إذا كنت راغبًا في الذهاب إلى هناك سواء للزيارة أو للهجرة أو حتى من أجل معرفة المزيد عن هذه الدولة الرائع، فهي أرض الشعراء والمفكرين، التي أخرجت الكثير من العقول اللامعة، وأصحاب الموهبة الفريدة، مثل ألبرت أينشتاين وبيتهوفن الذين غيروا مجرى التاريخ، كما فعلت ألمانيا ففي أغلب الأحداث التاريخية سترى العلم الألماني يرفرف في الأرجاء.
العطل الرسمية في المانيا
تتعدد أنواع العطل من الوطنية إلى الدينية حتى العطلات الثقافة وتتنوع حتى الأعياد وتختلف من ولاية لأخرى مما يعكس التنوع الثقافي والتاريخي لكل ولاية، وعمومًا يوجد تسعة أيام عطل رسمية موحدة وحوالي 10 إلى 14 عطلة تختلف اعتمادًا على الولاية، وإليك لمحة عن العطل الرسمية في المانيا:
رأس السنة في ألمانيا
يحتفل الألمان ببداية العام في الأول من يناير وهي عطلة رسمية في جميع الولايات الفيدرالية، وعلى عكس العيد الميلاد من المعتاد أن احتفالات رأس في ألمانيا صاخبة للغاية لهذا هي العطلة المفضلة للشباب الألماني وهذا يرجع إلى اعتقاد أن الصخب سيخيف الأرواح الشريرة قبل بداية العام، يتجمع فيها الألمان في الشوارع والساحات الرئيسية بالمدينة.
ويطلقون الألعاب النارية وتنغمس الدولة كلها في أجواء العطلة مع المغنيين والموسيقيين في الشوارع لهذا يعد أكثر العطل الرسمية في المانيا صخبًا، وطبعًا يذهبون للحانات والنوادي ولا يحتاج الألمان لعطلة للذهاب لهناك، ومن التقاليد المعروفة هناك أن يقف الجميع على الكراسي والطاولات بمجرد أن تبدأ الساعة في الضرب أثنى عشرا يقفزون احتفالًا بالسنة الجديدة.
تلك ليست العادة الوحيدة كما الحال في البلاد العربية يعتبر تنظيف المنزل أمر ضروري لجلب الحظ السعيد، وهذا العام شارك 65.000 الاحتفال برأس السنة في شوارع برلين عند بوابة براندنبورغ.
يوم الجمعة العظيمة
يتغير هذا العيد سنويًا في أبريل أو مارس، وهو يأتي قبل العيد الفصح بيومين، ويُعد عيد ديني مسيحي، يعبر فيه المسيحيون عن حزنهم مع إقامة القداديس في الكنائس ويعد تلك الجمعة جزء من الأسبوع المقدس الذي يضم أحد الشعانين وخميس العهد.
ورغم النبرة الاحتفالية في عيد الفحص إلا أن الجمعة العظيمة تعد يوم صيام وتأمل وتغلق فيه العديد من المتاجر ويمنع تنظيم الحفلات العامة الصاخبة في معظم الولايات.
عيد الفصح
يحتفل بعيد الفحص اعتمادًا على دورات القيم بيت 22 مارس و25 أبريل، ويعشق الألمان هذا العيد حيث يحظون بإجازة طويلة تمتد إلى أسبوعين تسمى بعطلة عيد الفصح، ويعد واحد من أطول العطل الرسمية في المانيا وتغلق المحلات التجارية ويتم تلوين البيض وتوزيعه في كل مكان وتعليقه على الأشجار، ومن المعتاد يوم الأحد التجمع لتناول الإفطار مع جميع أفراد الأسرة ويتناولون معًا كعكة عيد الفصح والحلوى المنزلية المختلفة،
بجانب تزيين منازلهم وصنع أكاليل الزهور التي تعلق على أبواب منازلهم، وفي المساء الذي يسبق عيد الفصح يتم إشعال شموع في النوافذ ترمز إلى حرق الخطايا.
عيد العمال
وهو واحد من العطل الرسمية في المانيا في جميع الولايات ويبدأ في الأول من مايو مع تسميات مختلفة في كل ولاية، وتم تنظيم العديد من المظاهرات والتجمعات السلمية التي ينظمها اتحاد النقابات العمالية الألمانية، دفاعًا عن حقوق العمال.
إحدى تقاليد هذا اليوم هو زرع مابيولا في الساحة الرئيسية للمدينة ويشبه مابيولا عمود طويل يرفق إليه إكليل من الزهور وتنسق فوقه الزهور.
عيد الصعود
ويعد أيضًا عيد الأب في ألمانيا حيث يسافر كل مجموعة من الرجال في رحلات إلى الطبيعة، وعمومًا يوم الصعود هو اليوم الأربعون ويحتفل فيه المسيحيون بصعود المسيح للسماء.
هو عطلة رسمية لكل ولايات ألمانيا على الرغم أن هناك الكثير من المواطنين في ألمانيا الذين ينتمون إلى ديانات أخرى والبعد الذي لا يعتبرون متدينين على الإطلاق إلا أن ألمانيا لديها تاريخ عريق كأغلبية مسيحية وهذا ينعكس بشكل واضح في العطل الرسمية في المانيا.
عيد العنصرة
وهو عيد مسيحي آخر ولكنه كذلك عطلة رسمية في جميع أنحاء الأراضي الألمانية، ويأتي بعد عيد الفصح بمدة خمسون يومًا، وهو ثالث أهم عيد عند المسيحيين.
يدعى أيضًا عيد الروح القدس، ففي هذا اليوم حسب المسيحية، ومن تقاليده قطع أغصان شجرة البتولا وتزين بها النوافذ والأبواب، ويتم تنظيم الحفلات الموسيقية البسيطة مع المشي في الصباح.
يوم الوحدة الألمانية
في هذا اليوم تحتفل ألمانيا بعودة الوحدة كل عام في الثالث من أكتوبر وتعد عطلة رسمية وطنية ومن أهم العطل الوطنية هناك، يتم الاحتفال بإعادة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية في برلين عام 1990 بعد سقوط الجدار، الذي أدى لكثير من حوادث القتل والانتحار، يعتبر يومًا تاريخيًا يذكر الألمان بالتغلب على الانقسام.
عيد الميلاد
يوم عيد الميلاد وعيده الثاني هما من أهم العطل الرسمية في المانيا ولهما نكهة خاصة ومميزة لدى الألمان، وهي عطلة وطنية في يومي 25 و26 ديسمبر ويتم إغلاق العديد من الشركات والمتاجر من 25 إلى 31 ديسمبر.
تجتمع العائلات وتُفتح الهدايا في جو دافئ مملوء بالفرح، وما يميزه أيضًا هو الأسواق الخاصة بعيد الميلاد (Weihnachtsmärkte) التي تزين المدن في الفترة التي تسبق العيد مما يجذب العديد من السياح في هذا الوقت، ومن أشهر العادات هو نصب الشجرة وتزينها ويتهادى الأغلبية الألمانية في ذاك الوقت بالأموال والقسائم والبعض يقدم المأكولات والحلويات.
يوم جميع القديسين
وهو عطلة أجل ولكن في بعض الولايات فقط، خاصةً ذات الأغلبية الكاثوليكية مثل بافاريا وبادن فورتمبيرغ، وزارلاند ويكون يوم في الأول من فبراير، ويعتبر عيد القديسين من الأعياد الصامتة حيث لا يسمح بتنظيم حفلات راقصة، و يتم فيه تذكر جميع القديسين والشهداء المسيحيين، وتُعد عادةً زيارة المقابر وتزيينه بالزهور والشموع أمرًا تقليديًا.
يوم الإصلاح
يعرف اليوم الأخير من شهر أكتوبر في ألمانيا ليس فقط باحتفالات الهالوين والقرع بل فيه يتم الاحتفال بيوم الإصلاح، وهو أيضًا عطلة رسمية ولكن في بعض الولايات البروتستانتية فقط مثل ساكسونيا براندنبورغ، هذا اليوم يحتفل فيه بالإصلاح البروتستانتي بقيادة مارتن لوثر في القرن السادس عشر، يُعتبر حدثًا دينيًا مهمًا في بعض الولايات.
تثقف بالمزيد وتعرف على العطلات الرسمية في هولندا.
العطلات الإقليمية
إلى جانب العطلات الوطنية، هناك عطلات أخرى تختلف حسب كل ولاية، وتعد ولاية بافاريا أكبر الولايات في عدد الأيام حيث يتمتع مواطنيها بـ 13 عطلة رسمية، وتتنوع العطل الإقليمية في ألمانيا على سبيل المثال، يوم عيد الجسد (Fronleichnam) يحتفل به في الولايات الكاثوليكية كـ بافاريا و راينلاند بفالتس.
في حين يتم الاحتفال بيوم التوبة والصلاة بولاية ساكسونيا، واليوم العالمي للمرأة الذي يعد عطلة رسمية في برلين، بجانب عيد العذراء مريم في بافاريا و سارلاند واليوم العالمي للطفل في تورينغن
بعض العطلات تكون احتفالات محلية أو إقليمية، مثل كَرنفال (Fasching) الذي يشتهر في مناطق مثل كولونيا ويحتفل به في فبراير أو مارس.
في نهاية مقالنا ألمانيا تراعي التوازن بين التقاليد المسيحية والعطل الحديثة، مما يمنح المواطنين فترات راحة متعددة على مدار السنة للاستمتاع بالأعياد والاحتفالات العائلية، وتعكس العطل الرسمية في المانيا التراث الثقافي والتاريخي المحلي لكل ولاية مما يعزز من الهوية والإنتماء.