كنيسة القيامة فلسطين أو كما لقبت بـ كنيسة القبر المقدس، تعتبر هذه الكنيسة من أقدم الكنائس المسيحية وأكثرها أهمية يزورونها سنوياً بالآلاف في رحلات تعبدية روحانية، فهي من أساس العقيدة المسيحية، وتقع الكنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس في حارة النصارى، ولا تقتصر أهمية ذاك المكان المقدس على أهمية دينية فقط بل له أهمية تاريخية كبيرة فهو أحد المباني العريقة التي شهدت مختلف الأزمنة وفي كل ركن فيها حكاية من التاريخ بجانب أنها قطعة فنية أخذت من كل عصراً جزءًا أضيف في بنائها.
كيف نشأت كنيسة القيامة فلسطين
بعد أن تدمرت القدس بعد حصارها في عام 70 ميلادي، قرر الإمبراطور اليوناني تشييد مستعمرة جديدة على أنقاض القدس وتدعى مدينة إيليا كابيتولينا، وبعد تشييد تلك المدينة و لأن في تلك الفترة، ارتبطت عبادات الرومان بالوثنية، أمر الإمبراطور بتسوية ليكون معبد لعبادة الكواكب، واستمر هذا حتى بداية القرن الرابع، وبعد أن تولى قسطنطين الحكم قرر أن يوقف اضطهاد المسيحيين، وأعد مرسوم ميلانو والذي سمح للمسيحيين بممارسة عقيدتهم دون اضطهاد وأعلن المسيحية ديانة معترف بها.
وكان هذا الذي أدى في النهاية إلى تدمير الهيكل الوثني بحثاً عن قبر يسوع كما اعتقد المسيحيون أنه قد دفن هناك، ليجدوا صخرة الجلجثة هناك والتي يظن البعض أن المسيح صلب عليها، أمر قسطنطين بتحويل المكان إلى كنيسة في عام 326
وتم تكريس الكنيسة والاعتراف بها في القرن الرابع الميلادي من قبل المسيحيين وعلى حسب عقيدتهم أنه المكان الذي صلب ودفن وقام يسوع فيه من بين الأموات، وأصبحت رابع البطريركيات الرسولية.
اقرأ عن: أين تذهب في رام الله؟ دليل أفضل 8 اماكن سياحية في رام الله
تاريخ كنيسة القيامة فلسطين
كما ذكرنا قبلاً لقد مرت الكنيسة بعصور كثيرة وتعرضت لكثير من الدمار والضرر على مر تلك العصور وفي مرة كان يتم إعادة بنائها كانت تكتسب جزءًا من مظاهر ذلك العصر في المعمارية والبناء، حيث دمرت الكنيسة بسبب حريق في 614 بعد غزو الإمبراطورية الساسانية القدس، وأعاد الإمبراطور هرقل بنائها في عام 630
ومع دخول القدس الحكم الإسلامي بقيت الكنيسة كما هي لم تمس بموجب العهدة العمرية، ولكن ضرب زلزالين المدينة في عام 746 مما أحدث فيها تدمير كثير وأصلحت على يد البطريرك توماس الأول في 810 وفي عهد الحاكم بأمر الفاطمي بأمر الله أمر بتدمير الكنيسة في 18 أكتوبر 1009، ولم يسلم من ذاك التدمير إلا أجزاء قليلة من الكنيسة الأصلية، وبعد مفاوضات سمح الخليفة الظاهر بإعادة بناء الكنيسة، وعند الحملة الصليبية أكمل بناءها على الطراز الرومانسكية، ورممت مرة أخرى في 1808 على الطراز الباروكي العثماني، وأحدث تغييرات كثيرة من بعدها حتى أعيد ترميمها من جديد في 2016.
تعرف على المزيد: المسجد الأقصى في القدس فلسطين
كنيسة القيامة أفضل معالم معالم القدس
تعتبر كنيسة القيامة من أهم المعالم المقدسة والأثرية في مدينة القدس، وهذا ما يجعلها مكاناً يأتي إليه الناس من مختلف العالم مسيحيين وغير مسيحيين لما تحتويه من تحف فنية ومشاهد جمالية ولمسات هندسية ومعمارية من مختلف الأزمنة ففيها صخرة الجلجثة وحجر الطيب والكثير من اللوحات الدينية، ويمكن تميز الكنيسة بوضوح في خريطة مادما الفسيفسائية، هذا بجانب أن الكنيسة تضم ديرًا للرهبان الفرنسيين وديراً أرثوذكسياً و دير للروم الأرثوذكس وديراً للرهبان والأقباط.
تعتب كنيسة القيامة فلسطين جزء من معالم القدس حيث ضمت القدس معالم مقدسة وأثرية كثير في جميع الأديان الإبراهيمية، وكنيسة القيامة تلك التحفة التي ورغم ما مرت به عبر العصور إلا أن ظلت قائمة إلى وقتنا هذا، لتكن معلمًا مذهل يبين عظمة الإنسان في الإعمار والبناء ومكاناً دينياً مقدساً لدى المسيحيين.