تخطى إلى المحتوى

بيت لحم فلسطين أفضل مدينة سياحية تاريخية يمكنك زيارتها

    بيت لحم فلسطين

    بيت لحم فلسطين هي مدينة صغيرة في قلب فلسطين، تجمع بين عبق التاريخ وواقع الحاضر وهي معروفة عالميًا كمكان ميلاد السيد المسيح، وتعتبر وجهة دينية هامة للمسيحيين، وواحدة من أعرق المدن وأقدسها حيث يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة، تتوسط المدينة مجموعة من التلال المحيطة ويضفي عليها موقعها سحرًا طبيعيًا، مما يجعلها وجهة مميزة جمعت تحت ظلها الحضارات والديانات، واحتفظت بطبيعتها الأصيلة رغم تعاقب الأزمان.

    بيت لحم فلسطين

    مدينة بيت لحم ليست فقط مهد المسيح، بل تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في فلسطين. في عام 2016 ووفق إحصائية نشرها موقع nad.ps، استقبلت المدينة ما يزيد عن 2.3 مليون زائر، حيث سجلت الفنادق الفلسطينية 900,000 إقامة ليلية، يتدفق السياح بشكل رئيسي لرؤية كنيسة المهد وغيرها من المواقع التاريخية، مما يعزز أهمية المدينة الدينية والسياحية على مستوى العالم. هذه الأرقام تعكس مكانة بيت لحم المتزايدة كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة، على الرغم من التحديات التي تواجهها.

    تاريخ بيت لحم فلسطين

    سكنها الكنعانيون منذ حوالي 2000 سنة ق.م، ويقال أن النبي يعقوب جاء إليها النبي وماتت زوجته في مكان قريب منها يعرف اليوم بقبة راحيل، وبعض الروايات تأكد أن النبي داود عليه السلام قد ولد هناك ايضاً، وقد وجدت أول إشارة تاريخية للمدينة في رسائل تل العمارنة، حيث جاءت الرسالة بطلب ملك القدس من ملك مصر المساعدة على استعادة السيطرة على بيت لحم، وظلت المدينة مصدراً للتصارع ومحطاً لأنظار الملوك، حتى تم إعطاء المسيحيين حرية التعبد، وحين إذن شيدت الملكة هيلانة بها كنيسة المهد ولكن الكنيسة هدمت فيما بعد حتى أتى الإمبراطور جوستنيان وأعاد تشييدها

     

    بعدها تم غزوها من قبل الفرس في سنة 614 حتى فتحها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب، وتوالى على حكمها الصليبيون ثم حررها صلاح الدين في 1187 ميلادي، ثم انتقل الحكم للمماليك وبعدهم العثمانيين حتى انتزعت بريطانيا السيطرة من العثمانيين في حرب العالمية الأولى، وفي النهاية ووفقاً لاتفاقية أوسلو نقلت السلطة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية .

    لماذا سميت بيت لحم فلسطين بهذا الاسم؟

    مدينة بيت لحم تحمل اسمًا قديمًا ذا أصول تاريخية متعددة ويعود الاسم إلى الحضارة الكنعانية فكلمة بيت لحم في اللغة الكنعانية تعني بيت الإله لحمو، حيث كان لحمو إلهًا كنعانيًا يمثل الخصب والقوت وذكرته رسائل العمارنة بيت ايلي لاحما، ومع ذلك فإن مع اللغة الآرامية التي تأثرت بها المنطقة، أصبح الاسم يعني بيت الخبز نظرًا إلى وفرة المحاصيل الزراعية في تلك الحقبة.

     

    وتطور الاسم على مر العصور وفي العهد الروماني أصبح يُعرف باسم بيت لحم هذا الاسم يحمل معاني مرتبطة بالزراعة والتغذية، مما يعكس أهمية هذه المدينة تاريخيًا كمنطقة زراعية خصبة.

    السياحة في بيت لحم فلسطين

    لطالما كانت بيت لحم مصدر لجذب العديد من السياح ولكن شهدت السياحة العديد من التقلبات مؤخراً بسبب الأوضاع السياسية حيث تضررت السياحة في الوقت الحالي بنسبة 100% حسب ما قالته مديرية الوزارة في بيت لحم وإليك إحصائيات الأعوام السابقة للسياحة:

     

    السياحة في بيت لحم  2019 2020 2021 2022 2023
    عدد السائحون  232,457 56,274   – 48,805 221,377


    ورغم ذلك هناك الكثير من المعالم الأثرية والسياحية في تلك المدينة الخلابة فكانت على مر العصور مزاراً سياحياً يأتي لزيارتها أشخاص من كل مكاناً في العالم، ومن كل الديانات، ومن أبرز المعالم السياحية في مدينة بيت لحم هي:

     

    كنيسة المهد

    تعتبر كنيسة المهد من أقدم الكنائس الموجود في العالم ودخلت في عام 2012 كأول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، ويضم الجزء الشمالي من الكنيسة مذابح للسيدة العذراء وثلاث ملوك أما الجناح الجنوبي فله مدخل بسلالم تصل إلى مغارة الميلاد أما في الجنوب الشرقي فنقع مغارة الحليب التي يقال أن مريم أرضعت يسوع هناك حينما كانت مختبئة من جنود هيرودس، وتضم الكنيسة العديد من الجداريات الأثرية وأيقونات القديسين.

    كنيسة القديس كاترين 

    تقع بالقرب من كنيسة المهد وتم بناؤها نسبة إلى القديسة كاترين التي قضت حياتها في تعلم الدين المسيحي وبها دير القديس جيروم.

    دير مار سابا 

    وهو بالقرب من دير ابن عبيد الموجود كذلك في بيت لحم، وقد أسس الدير القديس سابا اليوناني ودقن القديس في نفس الدير، ولا يسمح للنساء دخول أياً من الديرين، حيث يحافظ على نفس نمط الحياة السائد في عهد القسطنطينية.

    آبار النبي داوود

    سميت بهذا الاسم نسبة إلى إحدى القصص الموجود في الكتاب المقدس عند المسيحيين، حيث حسب اعتقادهم لقد شرب النبي داوود من الآبار بينما كان الفلستيين يطاردونه.

    متحف زيت الزيتون

    يعود تاريخ المبنى إلى القرن التاسع عشر ويضم العديد من التحف الأثرية كما يظهر المعرض استخدامات زيت الزيتون الذي اشتهرت به تلك المدينة.

    مسجد بلال

    ويعتبر هذا الموقع العلامة لقبر راحيل زوجة يعقوب وهو مقام على شكل قبة، ويعتبر الموقع مقدساً للمسلمين والمسيحيين واليهود وقد تم بناء الحرم والجامع خلال الفترة العثمانية. 

     

    بيت لحم فلسطين تعد واحدة من أقدم المدن التي تجمع بين التاريخ والدين والهوية الثقافية وتظل هذه المدينة مركزًا مهمًا يربط الماضي بالحاضر، ويجذب الملايين من الزوار الذين يأتون لاكتشاف تاريخها العريق والروحانية التي تنبض بها شوارعها.