حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا من أهم الموضوعات التي تشغل المهاجرين خاصة الإناث، وذلك في الحالات التي يسافرون فيها مع الرجال الألمان بعد عقد الزواج أو الاتفاق عليه، وفي ألمانيا هناك قوانين واضحة تحدد حقوق الزوجة في حال فشل الزواج أو الطلاق، ويمثل التعرف عليها جوهر مقالتنا اليوم.
حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا
تعتبر ألمانيا من الدول التي لا تحرم الخيانة الزوجية ولا تعتبرها سببًا أو حدثًا يستلزم الطلاق، بل تنظر إليها من مبدأ عدم إتفاق الطرفين وبالتالي لجوء أحدهما إلى هذا الأمر، ولذلك لا تعني القوانين الألمانية بموضوع العلاقات خارج إطار الزواج مثلما هو الحال في كل دول المجتمع الغربي.
وتعتبر مسألة الطلاق من أصعب الأمور التي تمر بها العلاقة الشخصية، إذ يطلق عليه القانون مبدأ الإنهيار، ويحدث حينما يصبح الطرفان على خلاف تام، إلى حد يصل إلى أن يكون من الصعب العيش معًا، ومما يصعب الأمر أكثر هو وجود أطفال بين الطرفين.
ولذلك يتساءل الكثيرون عن حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا لا سيما الأمهات منهن.
وعلى عكس المجتمع الأوروبي فإن القانون الألماني يعطي للزوجة حقوقها بشكل عادل بعد الطلاق ويمكننا تقسيم هذه الحقوق إلى:
- رعاية الأطفال.
- حقوق الممتلكات.
- حقوق المعاش التقاعدي.
- حقوق النفقة.
رعاية الأطفال
يأخذ القانون الألماني موقف الحياد في هذا الأمر حيث للزوج نفس حقوق الزوجة في حضانة الأطفال ورعايتهم، وإن كان الأمر الفعلي يذهب للمرأة التي تعني برعاية الأطفال حتى يصل الطفل إلى سن العاشرة ومن ثم يختار مع من يريد البقاء.
في أغلب الأحوال يختار الأطفال البقاء مع أمهاتهم ولكن في حالات نادرة يختارون الآباء، وسواء اختار الطفل البقاء مع والدته أو والده فإن للآخر الحق في رؤية الطفل والخروج مع في أي وقت بدون اعتراض الطرف الآخر.
حقوق الممتلكات
من حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا الممتلكات والتي تنقسم إلى ممتلكات شخصية وممتلكات مشتركة.
على سبيل المثال: تعتبر المجوهرات والهدايا والاكسسوارات والملابس، وكذلك أدوات النظافة من الممتلكات الشخصية التي تحصل عليها الزوجة بكل سهولة في حالة الإتفاق، ولكن إذا كان الإنفصال تتخلله بعض المشكلات فإن الأمر يُترك لمحكمة التقدير.
ويختلف الأمر فيما يتعلق بالممتلكات المشتركة مثل العقارات أو الأثاث أو السيارة، حيث هناك طريقتان يتم اتباعهما.
- الطريقة الأولى أن يتم التقسيم عن طريق الإتفاق بين الزوجين، وهو أمر غير مكلف بالنسبة لهما.
- الطريقة الثانية تكون عن طريق محكمة التقدير وهو الأمر المكلف والذي يحتاج لوقت طويل جدا وإجراءات كثيرة.
وفي حال كانت هناك سيارة مشتركة فإنها تؤول للشخص الذي كُتبت باسمه على أن يدفع نصف ثمنها للطرف الآخر، أو يتم استبدالها بشيء آخر من الممتلكات.
حقوق المعاش التقاعدي
أحد أهم حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا الحقوق المتعلقة بالمعاش، ويعتبر القانون الألماني من أفضل القوانين الأوروبية فيما يتعلق بهذا الأمر.
حيث يتم تقسيم المعاش بالتساوي في فترة العيش المشترك، وبالتالي مساهمة المرأة سواء من خلال العمل أو من خلال تربية الأطفال.
وتضمن المرأة بذلك أن تحصل على نصيب الوصف من المعاش التقاعدي عن الفترة التي ساهمت بها فيه، وبذلك يضمن لها العيش بكرامة عند التقدم في السن دون أن تكون في حاجة إلى من ينفق عليها أو يعينها على الحياة.
حقوق النفقة
عادة ما تكون النفقة في عالمنا العربي للزوجة، لكن النفقة في ألمانيا تختلف تمامًا، حيث يعتمد الأمر على الطرف الذي يحصل على دخل أكثر من الطرف الآخر. ومن هنا يمكننا القول أن النفقة يتم دفعها للزوجة والزوج على حد سواء.
وفي حالات الطلاق تأخذ المحكمة هذا الأمر بعين الاعتبار، بل في حالات كثيرة يسقط حق النفقة كحق من حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا؛ وذلك بسبب حالة الزوج المادية التي لا تمكنه من دفع النفقة للزوجة.
وفي حالات معينة قد يتم الاتفاق بين الزوجين على دفع مبلغ معين في فترات معينة، وهو ما توافق عليه المحكمة دون أي مشكلات.
أسئلة طرحها الآخرون عن حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا
كم تبلغ النفقة التي يجب على الزوج دفعها للزوجة بعد الطلاق؟
تحدد المحكمة مقدار النفقة التي يجب على الزوج دفعها للزوجة بعد الطلاق، بناءً على العوامل التالية:
- دخل الزوجين: يُنظر في دخل الزوجين، بما في ذلك دخل العمل والدخل من مصادر أخرى، مثل المعاشات التقاعدية.
- احتياجات الزوجة: تُنظر في احتياجات الزوجة، بما في ذلك نفقات المعيشة الأساسية، مثل الطعام والسكن والملابس والرعاية الصحية.
- سنوات الزواج: تُنظر في سنوات الزواج، حيث يُعتقد أن الزوجين اللذين تزوجا لفترة أطول يستحقان نفقة أكبر.
- إمكانيات الزوجة في كسب لقمة العيش: تُنظر في إمكانية الزوجة في كسب لقمة العيش، حيث يُعتقد أن الزوجة التي لديها فرصة جيدة في كسب لقمة العيش تستحق نفقة أقل.
وبشكل عام، فإن النفقة التي يجب على الزوج دفعها للزوجة بعد الطلاق هي مبلغ كافٍ لضمان احتياجات الزوجة الأساسية.
وفيما يلي بعض الأمثلة على مقدار النفقة التي قد تُفرض:
- زوجة لديها طفل واحد ودخل زوجها 3000 يورو شهريًا
قد تُفرض على الزوج نفقة بقيمة 1000 يورو شهريًا.
- زوجة لديها طفلان ودخل زوجها 5000 يورو شهريًا
قد تُفرض على الزوج نفقة بقيمة 1500 يورو شهريًا.
- زوجة لديها ثلاثة أطفال ودخل زوجها 7000 يورو شهريًا
قد تُفرض على الزوج نفقة بقيمة 2000 يورو شهريًا.
ما هي شروط الحصول على الحضانة؟
تعتمد شروط الحصول على الحضانة في ألمانيا على نوع الحضانة التي يطلبها الوالد أو الوالدان.
في حالة الحضانة الفردية، يكون الوالد الذي يحصل عليها مسؤولاً بشكل كامل عن رعاية الطفل، بما في ذلك اتخاذ القرارات المتعلقة بتربية الطفل ومكان إقامته.
في حالة الحضانة المشتركة، يكون كلا الوالدين مسؤولين عن رعاية الطفل، ويُطلب منهما اتخاذ القرارات المتعلقة بتربية الطفل ومكان إقامته بشكل مشترك.
بشكل عام، تحدد المحكمة نوع الحضانة بناءً على مصالح الطفل الفضلى.
هل يمكن للزوجة البقاء في ألمانيا بعد الطلاق إذا كانت غير مواطنة ألمانية؟
نعم، يمكن للزوجة غير المواطنة الألمانية البقاء في ألمانيا بعد الطلاق، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب استيفاؤها.
إذا كانت الزوجة لديها إقامة دائمة في ألمانيا، فستتمكن من البقاء في البلاد بعد الطلاق دون أي مشاكل.
إذا كانت الزوجة لديها إقامة مؤقتة في ألمانيا، فستحتاج إلى التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة جديد.
هناك نوعان من تصاريح الإقامة التي يمكن للزوجة غير المواطنة الألمانية التقدم للحصول عليها بعد الطلاق:
- تصريح إقامة لرعاية الطفل: يُمنح هذا التصريح للزوجة التي لديها أطفال قاصرين يعيشون معها في ألمانيا.
- تصريح إقامة لأغراض أخرى: يُمنح هذا التصريح للزوجة التي لديها أسباب أخرى للإقامة في ألمانيا، مثل العمل أو الدراسة أو الزواج من مواطن ألماني.
ما هي أنواع المساعدة الاجتماعية التي يمكن للزوجة الحصول عليها بعد الطلاق؟
يمكن للزوجة الحصول على أنواع مختلفة من المساعدة الاجتماعية بعد الطلاق في ألمانيا، بما في ذلك:
- النفقة: يُفرض على الزوج دفع النفقة للزوجة بعد الطلاق، وهي مبلغ مالي يُدفع شهريًا لضمان احتياجات الزوجة الأساسية.
- المساعدة الاجتماعية: يمكن للزوجة التي لا تستطيع إعالة نفسها الحصول على المساعدة الاجتماعية من الدولة الألمانية.
- المساعدة السكنية: يمكن للزوجة التي لا تستطيع تحمل تكاليف السكن الحصول على المساعدة السكنية من الدولة الألمانية.
- المساعدة التعليمية: يمكن للزوجة التي ترغب في مواصلة تعليمها الحصول على المساعدة التعليمية من الدولة الألمانية.
- المساعدة في رعاية الأطفال: يمكن للزوجة التي لديها أطفال قاصرين الحصول على المساعدة في رعاية الأطفال من الدولة الألمانية.
كم تبلغ نفقة الطفل في ألمانيا بعد الطلاق
من بين حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا هو نفقة الأطفال في حالة كانت الحضانة لها، حيث يصبح الأب ملزمًا بدفع هذه النفقة إلى أطفاله بعيدًا عن الإعانة التي تصلهم من دعم الطفل، ولقد تمت زيادة نفقة الطفل في هذا العام ويمكن توضيحها من خلال الجدول التالي:
الأطفال حتى السادسة | 437 يورو شهرياً |
من 6 إلى 11 سنة | 502 يورو شهرياً |
من 12 إلى 17 سنة | 588 يورو شهرياً |
من 18 عام فما فوق | 628 يورو شهرياً |
قانون الطلاق في ألمانيا للاجئين
إن حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا بالنسبة للاجئين لا تختلف كثيرًا عن المواطنين الألمان أنفسهم، ومن المعروف أن الطلاق في ألمانيا يستغرق وقتًا طويلاً، وذلك بسبب طول الإجراءات وكذلك المدة التي يستغرقها الأمر.
تستغرق إجراءات الطلاق عادة فترة لا تقل عن سنة، ويتم دفع مبالغ تقدر بالالاف، ولذلك يبحث اللاجئين عن طرق أخرى للطلاق، فمنهم مثلا من يبدأ إجراءات الطلاق في دول أخرى غير ألمانيا لكي يتم الأمر بسرعة.
وفي هذا الأمر يعتبر القانون الألماني مرنًا، حيث يسمح للأزواج الذين يعيشون في ألمانيا باختيار القانون الألماني في إجراءات الطلاق بغض النظر عن جنسيتهم أو المكان الذي تم فيه الزواج.
تكلفة الطلاق في ألمانيا
بعد أن تناولنا حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا نتناول الآن أمرًا مهمًا في إجراءات الطلاق، وهو التكلفة التي تتخللها عوامل كثيرة نذكرها فيما يلي:
- أتعاب المحاماة.
- تكاليف المحكمة.
أتعاب المحاماة
عند بداية إجراءات الطلاق يحصل المحامي الذي بصدد تبني القضية على مبلغ 250 يورو، وذلك لإبداء المشورة القانونية قبل اللجوء للمحكمة.
وفي بعض الحالات التي يتم فيها الطلاق بالتراضي، يتم تسديد رسوم المحاماة في المحكمة والتي تكون عادة ما بين 5 إلى 15% من مبلغ المطالبة.
تتكون تكاليف الطلاق في ألمانيا من أتعاب المحامي وكاتب العدل والمثمن العقاري ودفع تكاليف المحكمة. يتم حسابها باستخدام صيغة معقدة.
تكاليف المحكمة
هناك بعض الرسوم التي تفرضها المحكمة في حالات الطلاق، والتي تكون عادة ما بين 1% إلى 5%، هذا بالنسبة للطلاق الذي يحدث في جلسة واحدة أو جلسات بسيطة.
ولكن حينما تزداد الجلسات بسبب تقسيم الممتلكات أو الأطفال أو مختلف المسائل الأخرى بين الزوجين، فإن التكلفة تزداد أيضًا مما يجعل هناك حاجة لدفع رسوم كاتب العدل.
من هذا المنطلق يتضح مدى صعوبة إجراءات الطلاق من ناحية، وكم التكاليف التي يتطلبها الأمر، ولا يختلف الحال بالنسبة للأجانب عن المواطنين الألمان أنفسهم.
باختصار، الإنفصال بالتراضي يوفر الكثير من الأعباء على الزوجين ولكن مع ضمان حفظ حقوق الزوجة بعد الطلاق.
في نهاية المقال نكون قد أوضحنا مختلف حقوق الزوجة بعد الطلاق في ألمانيا سواء الحقوق الخاصة بالممتلكات الشخصية أو النفقة أو حضانة الأطفال، التي وجدنا فيها عدلاً كبيرًا ووقوفًا بجانب المرأة على العكس من العديد من الدول الأوروبية الأخرى.