إن البحث عن عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في كندا من المواضيع التي تثير الكثير من التساؤلات بين المهتمين بالهجرة واللجوء. فرغم أن “اللجوء الكنسي” لا يُعتبر وضعاً قانونياً بالمعنى الرسمي، إلا أن هناك جهات دينية ومجتمعية مختلفة يُقال إنها تلعب دوراً في تقديم أشكال متعددة من المساندة أو الدعم الإنساني.
هذه المساعدات قد تختلف من مكان إلى آخر، وقد تكون مرتبطة ببرامج رعاية خاصة أو مبادرات مجتمعية تهدف إلى تخفيف معاناة بعض الأفراد.
ورغم غياب قائمة رسمية أو معلنة بشكل مباشر، يبقى من المعروف أن عدداً من الكنائس والمنظمات في كندا لديها أنشطة أو برامج ذات صلة يمكن أن يستفيد منها بعض اللاجئين، سواء على مستوى الدعم الإنساني أو المرافقة خلال الإجراءات.
ما هو مفهوم اللجوء الكنسي في كندا؟
اللجوء الكنسي في كندا هو مصطلح يُستخدم عادةً لوصف الوضع الذي تلجأ فيه بعض الكنائس أو المؤسسات الدينية إلى توفير ملاذ مؤقت للأشخاص الذين يواجهون خطر الترحيل أو يبحثون عن الحماية. ورغم أن هذا النوع من “اللجوء” لا يمنح صاحبه حصانة قانونية أمام سلطات الدولة، إلا أنه يُنظر إليه على أنه شكل من أشكال التضامن الإنساني.
في كثير من الحالات، تقوم الكنائس والمنظمات الدينية بدور الوسيط، حيث تساعد في التواصل مع السلطات، وتقديم الدعم المعنوي والإنساني، وأحيانًا المساعدة في متابعة ملفات الهجرة واللجوء. وغالبًا ما يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإعطاء وقت إضافي لإعادة النظر في قضايا اللجوء أو توفير بدائل إنسانية.
وبالتالي، فإن مفهوم اللجوء الكنسي في كندا يجمع بين البعد الإنساني والرمزي، أكثر مما هو إجراء قانوني رسمي، ومع ذلك فإنه لا يزال يمثل خيارًا يلجأ إليه بعض الأفراد في حالات معينة.
اقرأ المزيد: عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في ألمانيا
هل اللجوء الكنسي في كندا قانوني أم إنساني فقط؟
اللجوء الكنسي في كندا يُعتبر في جوهره إجراء إنساني بحت وليس له أساس قانوني ملزم. بمعنى آخر، عندما تمنح كنيسة أو منظمة دينية ملاذًا لشخص يواجه خطر الترحيل، فإن هذا لا يوقف من الناحية الرسمية الإجراءات القانونية التي قد تتخذها السلطات الكندية. ومع ذلك، غالبًا ما تتعامل الحكومة الكندية مع هذه الحالات بحساسية، حيث تختار في كثير من الأحيان تأجيل تنفيذ أوامر الترحيل مؤقتًا احترامًا للبعد الإنساني والديني للمسألة.
هذا يعني أن اللجوء الكنسي لا يمنح حماية قانونية أو صفة لاجئ، لكنه يوفر مساحة آمنة مؤقتة تمكّن الأفراد من البحث عن حلول بديلة مثل:
- إعادة فتح ملف اللجوء.
- تقديم طلب إنساني وإقامة دائمة لأسباب خاصة.
- التواصل مع محامين ومنظمات داعمة لحقوق اللاجئين.
إذن، يمكن القول إن اللجوء الكنسي في كندا ليس نظامًا قانونيًا معترفًا به، بل هو وسيلة إنسانية تهدف إلى حماية الأشخاص مؤقتًا وإعطائهم فرصة إضافية لإيجاد حل رسمي لقضيتهم.
الفرق بين اللجوء الكنسي وبرنامج الرعاية الخاصة للاجئين
عند البحث عن عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في كندا، من المهم التفريق بين مفهوم “اللجوء الكنسي” وبرنامج “الرعاية الخاصة للاجئين” الذي تديره الحكومة الكندية. فكلاهما يرتبط بالكنائس والمنظمات الدينية، لكن الاختلاف بينهما كبير من حيث الإطار القانوني والنتائج.
- اللجوء الكنسي:
هو إجراء إنساني بحت، حيث تقدم الكنيسة أو منظمة دينية ملاذًا مؤقتًا لشخص مهدد بالترحيل أو لم تُقبل طلباته. لا يمنح هذا النوع من الملاذ أي حماية قانونية، بل يهدف إلى توفير وقت إضافي للشخص حتى يبحث عن حلول بديلة، مثل طلب مراجعة ملفه أو تقديم طلب إنساني. - برنامج الرعاية الخاصة للاجئين (Private Sponsorship of Refugees Program):
هذا برنامج حكومي رسمي، تتعاون فيه الكنائس والمنظمات الدينية المعتمدة كجهات راعية (SAHs) مع السلطات الكندية لاستقدام اللاجئين من خارج كندا ومساعدتهم على الاستقرار. يتيح هذا البرنامج دعمًا قانونيًا وماديًا لمدة محددة (عادة 12 شهرًا)، ويؤدي إلى حصول اللاجئ على إقامة دائمة في كندا.
إذن، بينما يُعد اللجوء الكنسي مبادرة إنسانية غير ملزمة قانونيًا، فإن برنامج الرعاية الخاصة للاجئين يمثل مسارًا قانونيًا معترفًا به داخل منظومة الهجرة الكندية.
عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في كندا
رغم أنه لا توجد في كندا قائمة رسمية توضح عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في كندا بالمعنى التقليدي للحماية داخل مبنى الكنيسة، إلا أن عدداً من المؤسسات الدينية والاجتماعية تلعب دوراً محورياً في دعم اللاجئين عبر برامج الرعاية الخاصة (Sponsorship Agreement Holders – SAHs).
هذه الجهات لا تمنح حماية قانونية مباشرة من الترحيل، لكنها غالباً ما تتعاون مع الحكومة الكندية لتقديم الدعم اللازم للاجئين وتسهيل استقرارهم.
ومن أبرز الكنائس والمنظمات التي تقدم هذا النوع من المساندة:
- الكنيسة الأنجليكانية في كندا: تمتلك أبرشيات عديدة برامج لدعم اللاجئين، مثل أبرشية أوتاوا وأبرشية أونتاريو.
- الكنيسة الكاثوليكية: تدير مراكز مهمة مثل Catholic Centre for Immigrants في أوتاوا، و Office for Refugees, Archdiocese of Toronto (ORAT) في تورونتو.
- الكنيسة المتحدة في كندا (United Church of Canada): تشارك بفاعلية في برامج رعاية اللاجئين.
- لجنة مينونايت المركزية (Mennonite Central Committee – MCC): من أبرز المنظمات الدينية التي لها تاريخ طويل في دعم ورعاية اللاجئين.
- المجلس الكندي للاجئين (Canadian Council for Refugees – CCR): تحالف يضم عشرات المنظمات الأعضاء التي تقدم خدمات للاجئين، بما في ذلك منظمات دينية ومجتمعية.
- مركز لاجئي الكنائس الأنجليكانية (FCJ Refugee Centre) في تورونتو: يوفر خدمات شاملة للاجئين والمهاجرين.
من المهم التأكيد أن هذه المؤسسات تقدم دعماً إنسانياً واستشارياً، إلا أن ما يُعرف بـ “اللجوء الكنسي” لا يوقف قانونياً إجراءات الترحيل، وإن كانت السلطات غالباً ما تراعي الظروف الإنسانية عند النظر في مثل هذه الحالات.
