قبة الصخرة فلسطين هو ذلك المكان المقدس الذي استمد قدسيته من قول الله تعالى في سورة الإسراء: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” فقبة الصخرة تقع في المسجد الأقصى، هذا المكان المبارك ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالقدس، بوابة الأرض إلى السماء وقبلة المسلمين الأولى، فنحن لا نستطيع تخيل القدس دون أن يأتي في خيالنا صورة صخرة القبة والتي تجسدت في شكلها روح العقيدة الإسلامية.
تاريخ قبة الصخرة فلسطين
يمكن القول أن قبة الصخرة هو بلا شك أحد أهم معالم المسجد الأقصى، وهو من أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية، وليس هذا فقط فهو يعتبر أقدم بناء إسلامي لم يتغير شكله من وقت بنائه بل بقي محافظاً على شكله وزخرفته المميزة، وبدأ بناء مسجد قبة الصخرة على يد الخليفة عبد الملك ابن مروان عام 66 هـ وانتهت عام 72 هـ.
ويقال أن السبب في بناء كان له دافع سياسي، بسبب الخلاف الذي وقع بين عبدالله بن الزبير وبنو أمية، فقام عبدالملك بن مروان ببناء مكان يحج الناس إليه كما يحجون إلى الكعبة وهذا ربما كان السبب الرئيسي دفعه إلى تشييد واحدة من عجائب العالم الإسلامي، ولكن ليس سبب الوحيد، بلا شك هناك دافع ديني فلقد بنى ذاك المسجد حول الصخرة المشرفة، فلولا وجود تلك الصخرة التي عرج عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتباطها بمعجزة الإسراء والمعراج ما كان ليقدم الخليفة على بناء المسجد فوقها.
اقرأ هذا الدليل: أجمل 10 اماكن سياحية في فلسطين
وصف قبة الصخرة فلسطين
قبة الصخرة هي عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب مزخرفة، وفي داخله ثمانية أخرى تقوم على دعامات تتوسطها كما قلنا الصخرة المشرفة، وترتفع هذه الصخرة تقريباً حوالي 1.5 متراً عن أرضية البناء، ولهذا السبب أشار البعض على أنها الصخرة المعلقة بالهواء رغم عدم صحة العبارة فهي متصلة بجانب الجبل الذي هي جزءًا منه، وتقوم على المسجد قبة ذات قطر 20.44 متر ترتفع عن الصخرة بـ 34 متراً ويقال الصخرة المشرفة تعرضت لزلزال في عام 86 هـ ولكنه لم يؤثر عليها، وفي عهد محمد بن قلاوون صنعت لها أبواب من النحاس، وحتى في عهد الملك الظاهر تعمير القبة من الخارج بمبلغ ضخم من الذهب والرصاص
للقبة الصخرة المقدسة قبتان داخلية وخارجية، القبلة خارجية من معدن الألمنيوم وكُتبت سورة الإسراء في أسفل القبة أما زخرفة القبة فهي زخارف خاصة ومميزة تبهر من ينظر لها، وفيها الأجنحة والألوان المذهبة وعليها أوراق الشجر الملون والذي أوضح فيها زخارف العصر الأموي
اقرأ المزيد: المسجد الأقصى في القدس فلسطين
أهمية قبة الصخرة فلسطين؟
بجانب ذكر المسجد الأقصى في سورة الإسراء كما ذكرنا إلا أنه كذلك تم ذكرها في الأحاديث النبوية الكثيرة والقصص الإسلامية كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) وهنا دعوة صريحة من رسول الله إلى السفر إلى المسجد الأقصى للتعبد، وبما أن قبة الصخرة تقع داخل الأقصى فإن الصلاة فيها تعادل أجر 500 صلاة وهذا لقول الرسول: (صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس بخمسمئة صلاة).
قبة الصخرة فلسطين بلا جدال هي من أشرف وأقدس الأماكن عند المسلمين ولها مكانتها العظيمة في نفوسهم، ورغم أن المكان حاول الكثيرون هدمه وسرقته من أيدي المسلمين إلا أنه في كل مرة يعود إليهم كجزء لا يتجزأ من عقيدتهم.