بصمة دبلن هي أحد أهم مصوغات قَبُول طلبات اللجوء بدول الاتحاد الأوروبي وفق اتفاقية دبلن، لكن متى تسقط بصمة دبلن في ألمانيا وما أهميتها؟ ومتى يتم إعفاء اللاجئ منها؟ وماهي الدول الموقعة على اتفاقية دبلن الدولية للبصمات؟ والمزيد من المعلومات الأخرى عن هذه البصمة أيضًا؛ هذا هو ما سوف نتناوله بالذكر لاحقًا بالتفصيل.
اتفاقية دبلن للبصمات
قبل توضيح متى تسقط بصمة دبلن في ألمانيا تُجدر الإشارة أولًا إلى ما هي بصمة دبلن؛ حيث أن دبلن Dublin هي عبارة عن اتفاقية دولية تنص على أن اللاجئ ينبغي عليه أن يقوم بتقديم طلب اللجوء إلى أول دولة أوروبية يصل إليها ويقوم بتسجيل بصماته بها.
لكن في حالة قيام اللاجئ بتسجيل البصمة مع عدم تقديم طلب لجوء؛ ثم مغادرة الدولة إلى دولة أوروبية أخرى من الموقعين على اتفاقية دبلن؛ وقيامه بتقديم طلب لجوء إلى هذه الدولة الثانية؛ فهنا سوف يتم فحص البصمة وبذلك سيتم اكتشاف أنه بالفعل قد وصل إلى دولة أخرى ضمن دول منطقة دبلن أولًا ولم يُقدم طلب اللجوء إليها.
وبناءً على ذلك؛ فإما أن تقوم الدولة الثانية بنقل اللاجئ إلى الدولة الأولى، أو تتغاضى عن ذلك وتسمح له بتقديم طلب اللجوء إليها، وتعد ألمانيا من الدول التي يمكن أن تتغاضى – في بعض الحالات – عن قيام اللاجئ بتسجيل البصمة في دولة أخرى لجميع الجنسيات التي لها حق اللجوء في ألمانيا خصوصًا السوريين.
الفرق بين بصمة دبلن وبصمة شنغن
بصمة دبلن هي بصمة يتم أخذها من شخص عند وصوله إلى دولة عضو في اتفاقية دبلن. تحدد اتفاقية دبلن الدولة المسؤولة عن النظر في طلب اللجوء لشخص ما. وفقًا لاتفاقية دبلن، يجب على الشخص التقدم بطلب اللجوء في أول دولة عضو في اتفاقية دبلن يصل إليها. إذا تقدم شخص بطلب لجوء في دولة أخرى، فيمكن للدولة الأخرى إرجاعه إلى الدولة الأولى.
بصمة شنغن هي بصمة يتم أخذها من شخص عند التقدم للحصول على تأشيرة شنغن. تأشيرة شنغن هي تأشيرة تسمح للشخص بالسفر إلى 26 دولة عضو في منطقة شنغن. إذا تقدم شخص بطلب لجوء بعد الحصول على تأشيرة شنغن، فيمكن للدولة التي تقدم فيها بطلب اللجوء إرجاعه إلى الدولة التي أصدرتها التأشيرة.
الاختلافات الرئيسية بين بصمة دبلن وبصمة شنغن هي:
- الوقت والمكان: يتم أخذ بصمة دبلن عند وصول شخص إلى دولة عضو في اتفاقية دبلن، بينما يتم أخذ بصمة شنغن عند التقدم للحصول على تأشيرة شنغن.
- المسؤولية: تحدد اتفاقية دبلن الدولة المسؤولة عن النظر في طلب اللجوء لشخص ما، بينما تحدد اتفاقية شنغن الدولة التي يمكن إرجاع الشخص إليها إذا تقدم بطلب لجوء بعد الحصول على تأشيرة شنغن.
العواقب القانونية: إذا كان لدى الشخص بصمة دبلن أو بصمة شنغن، فقد يتم إرجاعه إلى الدولة التي تم أخذ البصمة فيها. يمكن أن يؤدي هذا إلى تأخير أو رفض طلب اللجوء.
دول بصمة دبلن
دول بصمة دبلن هي الدول الأعضاء في اتفاقية دبلن، والتي تحدد الدولة المسؤولة عن النظر في طلب اللجوء لشخص ما. اعتبارًا من عام 2023، هناك 27 دولة عضو في اتفاقية دبلن، وهي:
- النمسا
- بلجيكا
- بلغاريا
- كرواتيا
- قبرص
- جمهورية التشيك
- الدنمارك
- إستونيا
- فنلندا
- فرنسا
- ألمانيا
- اليونان
- هنغاريا
- أيرلندا
- إيطاليا
- لاتفيا
- ليتوانيا
- لوكسمبورغ
- مالطا
- هولندا
- بولندا
- البرتغال
- رومانيا
- سلوفاكيا
- سلوفينيا
- إسبانيا
- السويد
- سويسرا
- المملكة المتحدة
إذا دخل شخص دولة عضو في اتفاقية دبلن، يتم تسجيل بصماته في قاعدة بيانات EURODAC. هذه القاعدة هي الطريقة التي تحدد بها الدول المسؤولة عن النظر في طلب اللجوء.
اقرأ أيضًا عن ألمانيا:
- أفضل عروض شركة o2 في ألمانيا لعام 2024
- أفضل 14 فرصة من فرص عمل في ألمانيا بدون لغة ألمانية
- أسباب رفض لم الشمل في ألمانيا | دليل للقبول من المرة الأولى
- عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في ألمانيا
- استكشف شروط دراسة الطب في ألمانيا: دليل شامل للقبول في الجامعات
إجراءات اتفاقية دبلن في المكتب الاتحادي بألمانيا
عندما يصل اللاجئ – الذي قد تم تسجيل بصمته في دولة أخرى – إلى ألمانيا؛ فهو يقوم بتقديم طلب اللجوء إلى مكتب الاتحاد الفيدرالي للهجرة واللاجئين BAMF، وسوف يتم معالجة الطلب هنا ومراجعة البيانات المُسجلة على نظام يوروداك Eurodac المُخصص لتسجيل البصمات بدول الاتحاد الأوروبي.
وفي حالة اكتشاف بصمة اللاجئ في دولة دبلن أخرى، يتم استدعائه هنا إلى مقابلة شخصية، ومعرفة ما إذا كان هناك أسباب تحول دون النقل إلى بلد دبلن المسؤولة عن طلب اللجوء الخاص به أم لا.
وفي حالة عدم وجود ما يمنع النقل؛ يتم إرسال (طلب استحواذ) إلى الدولة المسؤولة عن اللاجئ، وعند موافقتها على استقباله، يتم نقل اللاجئ وملفه إليها.
وقد يستغرق رد دولة دبلن المُسجل بها البصمة شهرين إذا لم يكن اللاجئ قد تقدم بطلب لجوء إليها، وإذا كان قد تقدم بطلب لجوء؛ فإن الرد على طلب الاستحواذ يكون خلال أسبوعين فقط.
في حالة عدم وصول رد من هذه الدولة أو انقضاء الموعد المُحدد للرد؛ فإن ألمانيا تكون مُلزمة بترحيل اللاجئ إلى هذه الدولة خلال 6 شهور، وإذا لم يتم الترحيل خلال 6 شهور؛ تُصبح ألمانيا في هذه الحالة مسؤولة بالكامل عن هذا اللاجئ.
قائمة دول اتفاقية دبلن
تشمل قائمة دول بصمة دبلن الموقعة على اتفاقية دبلن كل دول أوروبا مع بعض الدول الأخرى، كما يلي:
- تضم اتفاقية دبلن الأساسية كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي european union
- كما تم ضم أربع دول أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي إلى اتفاقية دبلن الخاصة، تشمل: سويسرا، أيسلندا، ليختنشتاين، والنرويج.
متى تسقط بصمة دبلن في ألمانيا
هناك حالتين قد تقسط بهما بصمة دبلن في ألمانيا عن اللاجئ، وذلك على النحو التالي:
- تسقط البصمة بعد مرور 5 سنوات؛ في حالة تسجيلها في سِفَارة ألمانيا في بلد الإقامة.
- وتسقط البصمة بعد مرور 10 سنوات في حالة تسجيل البصمة داخل حدود ألمانيا.
اقرأ أيضًا عن ألمانيا:
- أفضل 3 مواقع لمزاد سيارات في المانيا في 2024
- آخر تحديثات مخالفات السرعة في المانيا لعام 2023
- أفضل 5 شركات البيوت في المانيا | أعلى جودة وأسعار تنافسية
- مقاسات الاطفال في المانيا | خطوات اختيار قياس الملابس المُناسب
- أفضل 12 محامي مختص بقضايا العائلة في المانيا | بالأرقام والعناوين
حالات الإعفاء من تطبيق بصمة دبلن في ألمانيا
هناك بعض الحالات التي يتم استثناء تطبيق قانون بصمة دبلن عليها في ألمانيا، وهي تشمل ما يلي:
- إقامة أحد أفراد العائلة بألمانيا: في حالة قَبُول أحد أفراد العائلة كلاجئ سياسي أو إنساني أو حاصل على حماية فرعية؛ فهنا لن يتم ترحيل الفرد.
- اللاجئين القصر وذويهم: لا يتم تطبيق قانون بصمة دبلن في حالة اللاجئين صغار السن الفارِّين من بلدانهم والراغبين في إكمال حياتهم بدولة أوروبية، وفي حالة وجود لاجئ صغير السن في ألمانيا؛ فلا يتم تطبق دبلن أيضًا على من يتقدم بطلب لجوء من ذويه للإقامة معه
- أصحاب الأمراض الشديدة: يتم أيضًا إعفاء اللاجئين الذين يعانون من أمراض شديدة تحول دون قدرتهم على السفر لدولة أخرى من قانون البصمة.
- تطبيق بند حق السيادة: تنص اتفاقية دبلن على بند يُعرف بحق السيادة وهو يعطي الحق لأي دولة من دول دبلن بأن تتطوع بقبول اللاجئ وإن كان قد تم تسجيله بصمته في أي دولة دبلن أخرى؛ وتكون هنا الدولة مسؤولة مسؤولية كاملة عن هذا اللاجئ.
تأثير بصمة دبلن على اللجوء إلى الدول غير الأوروبية
في حالة رغبة الفرد في تقديم طلب لجوء إلى أي دولة أخرى غير الدول المشتركة في اتفاقية دبلن؛ فلن يكون هناك أي تأثير أو ضرر لهذه البصمة، لكن من جهة أخرى؛ فإن رفض طلب اللجوء في دولة أوروبية قد يقلل من فرص موافقة الدولة الأخرى على قَبُول طلب اللجوء إليها.
ومن الأمثلة على ذلك؛ فإن رفض طلب اللجوء في ألمانيا ثم محاولة الفرد تقديم طلب اللجوء إلى الولايات المُتحدة أو غيرها؛ فإن فرصته في قَبُول طلب اللجوء تكون ضئيلة ما لم يقوم بتقديم أسباب قوية جدًا ومقنعة لقبول طلب لجوئه.
الفرق بين بصمة اللجوء والبصمة الجنائية
إن كلا من بصمة اللجوء دبلن والبصمة الجنائية هي بصمات أصابع للفرد، ولكن الفرق الجوهري بينهما؛ أن بصمة اللجوء يتم تسجيلها إلكترونيًا على نظام يوروداك، بينما البصمة الجنائية تكون عبارة عن بصمة ورقية فقط لا يتم تسجيلها على هذا النظام نظرًا رفض البعض استخدام جهاز سكانر البصمة الذي يتم من خلاله تسجيل ورفع البصمات إلكترونيًا.
وعلى الرغم أن بعض اللاجئين يظنون أن الاكتفاء بالبصمة الجنائية هو المخرج من الوقوع في مشكلة تسجيل بصمة دبلن عند الرغبة في اللجوء لدولة أخرى؛ إلا أن جميع الدول لا يخفى عليها ذلك وتدقق جيدًا في هذا الأمر؛ وفي حالة اكتشاف توقيع البصمة الجنائية بدولة دبن أخرى أيضًا؛ فسوف يتم اتخاذ نفس الإجراءات مع اللاجئ.
اقرأ أيضًا عن ألمانيا:
- قائمة أفضل 5 مدن اللجوء في ألمانيا لعام 2024
- آخر تحديثات سعر ساعة العمل في ألمانيا لعام 2024
- 9 حالات سحب الإقامة في ألمانيا تجنبها فورًا في 2024
- متى تسحب رخصة القيادة في ألمانيا | 7 أسباب تجنبها فورًا
- 5 شروط الإقامة الدائمة في ألمانيا للمتزوجين بآخر التحديثات
الفرق بين بصمة شنغن وبصمة دبلن
عند الحصول على فيزا شنغن بغرض السفر للسياحة فقط لأي دولة من دول اتفاقية دبلن؛ فهنا يتم تسجيل البصمة في سِفَارة هذه الدولة ببلد الإقامة، وهنا قد يترتب على ذلك أمرين هما:
- قضاء رحلة سياحية ثم مغادرة الدولة والعودة لبلد الإقامة مرة أخرى لا يؤدي إلى اعتبار بصمة شنغن كبصمة لجوء.
- أما إذا قام الفرد الحاصل على فيزا شنغن بتقديم طلب لجوء عند الوصول إلى الحدود الألمانية أو المطار؛ فها يتم تحويل بصمة شنغن إلى بصمة دبلن بقاعدة البيانات.
كسر البصمة في ألمانيا
كسر البصمة في ألمانيا هو مصطلح يشير إلى دخول شخص إلى ألمانيا بعد أن تم تسجيل بصماته في دولة عضو أخرى في اتفاقية دبلن. وفقًا لاتفاقية دبلن، يجب على الشخص التقدم بطلب اللجوء في أول دولة عضو في اتفاقية دبلن يصل إليها. إذا تقدم شخص بطلب لجوء في دولة أخرى، فيمكن للدولة الأخرى إرجاعه إلى الدولة الأولى.
العواقب القانونية لكسر البصمة في ألمانيا هي أنه يمكن للدولة الألمانية إرجاع الشخص إلى الدولة التي تم أخذ بصماته فيها. يمكن أن يؤدي هذا إلى تأخير أو رفض طلب اللجوء.
هناك بعض الحالات التي يمكن فيها كسر بصمة شخص في ألمانيا دون أن يتعرض للترحيل، مثل:
- إذا كان الشخص قد تعرض للتعذيب أو العنف في الدولة التي تم أخذ بصماته فيها.
- إذا كان الشخص قد تعرض للتهديد بالعودة إلى تلك الدولة.
- إذا كان الشخص قد تغيرت ظروفه منذ دخوله تلك الدولة.
إذا كنت تفكر في كسر بصمتك في ألمانيا، فمن المهم استشارة محامٍ متخصص في شؤون الهجرة للحصول على المشورة القانونية.
إلى هنا ومع الوصول للختام؛ نكون قد تحدثنا باستفاضة عن بصمة دبلن؛ حيث تم توضيح ما هي هذه البصمة وأهميتها، وتوضيح متى تسقط بصمة دبلن في ألمانيا بالإضافة إلى المزيد من المعلومات المهمة عن اتفاقية دبلن للبصمات والقوانين المنظمة لها بالتفصيل.